Khamis, 24 Februari 2011

معني البلاغة

معني البلاغة : 

البلاغة مشتقة من كلمة ( بلغَ ) ، التي تعني الوصول إلي النهاية ، فهي تعني في اللغة : إيصال المعني كاملا إلي ذهن القارئ والسامع .


وإذا ربطنا بين علوم البلاغة والعناصر الأساسية للعمل الأدبي وجدنا لماذا انقسمت البلاغة إلي ثلاثة علوم - كل علم منها يختص بركن أو عنصر من 
عناصر الأسلوب كالآتي : 

1 - علم المعاني : ويختص بعنصر المعاني والأفكار ، فهو يرشدنا إلي اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف ، كما يرشدنا إلي جعل الصورة اللفظية أقرب ما تكون دلالة على الفكرة التي تخطر في أذهاننا ، وهو لا يقتصر على البحث في كل جملة مفردة على حدة ، ولكنه يمد نطاق بحثه إلي علاقة كل جملة بالأخرى ، وإلي النص كله بوصفه تعبيرا متصلا عن موقف واحد ، إذ أرشدنا إلي ما يسمي : الإيجاز والإطناب ، والفصل والوصل حسبما يقتضيه الموقف . 
2 - علم البيان : ويختص بعنصَريْ العاطفة والصور الخيالية معاً - لأن الخيال وليد العاطفة ، وقد سمي علم البيان لأنه يساعدنا على زيادة تبيين المعني وتوضيحه وزيادة التعبير عن العاطفة والوجدان ، باستخدام التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات . 
3 - البديع : ويختص بعنصر الصياغة ، فهو يعمل على حسن تنسيق الكلام حتي يجيء بديعا ، من خلال حسن تنظيم الجمل والكلمات ، مستخدماً ما يسمي بالمحسنات البديعة - سواء اللفظي منها أو المعنوي .

علوم البلاغة وعناصر الأسلوب

* علم المعاني : يختص بالمعاني والأفكار 
* علم البيان : يختص بعنصري العاطفة والصور الخيالية . 
* علم البديع : يختص بتنسيق الصياغة وتجميل الأسلوب 


الفروق بين النقد والبلاغة : 


1 - علوم البلاغة الثلاثة هي علوم جمالية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص ، وتنتهي مهمتها عند الانتهاء من كتابته ، فالبلاغة علم تعليمي - يعلمنا كيف نعبر عن المعاني تعبيراً محددا لها - وكيف نريد من تبيين المعني والعاطفة وكيف ننسق الأسلوب والصياغة . 
2 - أما النقد الأدبي فهو علم وصفي ، فهو يتضمن أصولاً وقواعد نقدية تطبق على النص الأدبى عند تقويمه - بعد تحليله وتفسيره ، ثم يكون الحكم له بالجودة ، أو عليه بالرداءة . 
3 - والنقد الأدبي يفيد الأديب قبل الشروع في عمله - أي قبل بدء الكتابة - إذ كلما كانت ثقافة الأديب النقدية واسعة واعية تجنب الوقوع في الأخطاء ، وكذلك يفيده بعد الانتهاء من كتابة النص ، وذلك عند مراجعته ، وتمحيصه . 
4 - ولهذا فالنقد الأدبي يجمع بين روح العلم وروح الفن - فهو مع وجود أسس نقدية دقيقة لكل عنصر من عنصر العمل الأدبي إلا أنه يمتاز بالمرونة - كما يخضع لحد كبير للذوق الخاص للقارئ أو الناقد ومن هنا قالوا النقد علم يجمع بين الذاتية والموضوعية . 

3- وظيفة النقد الأدبي : 
للنقد الأدبي وظيفتان شاملتان للكثير من الجوانب ....
1- وظيفة جمالية فنية . 2 - وظيفة عملية . 

أولاً : الوظيفة الجمالية الفنية : 
وهي التي تختص بالأدب كفن من الفنون الجميلة الراقية ، فيتناوله النقد من حيث : الشكل والمضون ، وذلك بتفسير كل منهما وتحليله ، ثم الحكم له أو عليه . 
أولاً : فمن حيث الشكل : وهو الذي يشمل : لغة النص ، ومفرداته ، وأسلوبه وصوره الفنية ، وجرس ألفاظه وإيقاعها .... وضع النقاد مقاييس كثيرة ودقيقة لجودة كل عنصر من عناصر الشكل : 
* من شروط المفردات ( الكلمات ) : 
الدقة ، الإيحاء ، السهولة ، الألفة ، الطرافة ، الشاعرية ، الاستعمال ، الإفادة ، التكرير ، استعمال حروف الصلات والاصطلاحات . 
* ومن شروط جودة الأسلوب : 
مقياس النحو ، الوضوح ، القوة ، المحسنات البديعية ، التلاؤم بين اللفظ والمعني ، المؤاخاة بين الألفاظ ، الطبيعية والتكلف ، وحدة النسج ، وضعف التأليف . 
* ومن حيث الصور الخيالية أو الشعرية : 
1 - وضعوا شروط لجودة التشبيه ، وجودة الاستعارة ، وكذلك جودة الكناية والمجاز.. 
2 - عرفوا أنواع التشبيهات ، ونوع الصورة الشعرية : الجزئية - الممتدة الكلية - الفسيحة .. وعناصر كل منها . 
* كما عرفوا موسيقي الشعر ، وما يجب على الشاعر تجاه الجرس الصوتي للحروف والإيقاعات ، وحسن التأليف بينها ، ومراعاتها للموقف ، وعرفوا الموسيقي وأنواعها الخارجية والداخلية الظاهرة ، والداخلية الخفية - وأثرها في جمال النص ... ومصادر كل منها . كل هذا من اختصاصات وظيفة النقد الفنية الجمالية في جانب الشكل ... 

ثانياً : من حيث المضون : 
والمضون يشمل المعاني والأفكار ، كما يشمل العاطفة والمتعة الفنية . وقد وضع النقاد مقاييس كثيرة لجودة عناصر المضون . 

مقاييس نقد المعني : 
الصحة والخطأ ، الابتكار والتقليد ، الطرافة ، الوفاء بالمعني ، الدين والخلق العلم والشعر ، المقياس النفسي - المقياس الإنساني ، الشرف والخدمة ، التناقص ، الصدق والكذب ، الإحالة ، الاتباع والابتداع السطحية والعمق ، الموهبة الشعرية ، تجويد االمعاني ... إلخ . 

مقاييس نقد العاطفة : 
نوع العاطفة ، فردية - جماعية - الصادقة والكاذبة ، قوة العاطفة وعمقها ، استمرارها في أجزاء القصيدة ، أثر العاطفة على الأسلوب والخيال . 

فنون الأدب الأخرى : 
أما بقية فنون الأدب فقد درس النقد مكوناتها وعناصرها الفنية، فالمقال والخطبة ، لكل منهما مقدمة وعرض وخاتمة وشروط كل ركن منها ... والقصة لما لها من عناصر فنية : الحكاية ، الأحداث ، الشخصيات ، العقدة ، الحل ، المغزى ، والمسرحية - بما فيها : من الأحداث والحوار والحركة المسرحية ، والبداية والنهاية فهناك تبعاً لذلك ناقد قصص ، وناقد مسرحي . 

ثانيا: الوظيفة العملية : 
ونعني بالوظيفة العملية فائدة النقد الأدبي في خدمة كل من : الأديب ، القارئ ، والحياة الأدبية . 

1- خدمة النقد للأديب : 
* يقدم النقد خدمات جليلة للأديب منها : 
أ - دراسة أدبه ، وإبراز نواحي القوة والضعف فيه . 
ب- تصحيح مساره الأدبي . 
ج - إسداء النصح والتوجيه الموضوعي له . 
د - رعاية موهبته الأدبية وتنميتها . 
* ولهذا نعرف سبب شكوي بعض الأدباء من تجاهل النقاد لهم ، وعدم الاهتمام بإنتاجهم - حتي قال الخليل بن أحمد ( واضع علم العروض ) [ أنما أنتم - معشر الشعراء - تبع لي ، وأنا سكان السفينة ، إن قرظتكم ورضيت قولكم نفقتكم - راجع شعركم - وإلا كسدتم ] . 

2- خدمة النقد للقارئ : 
1 - ييسر للقارئ فهم النصوص ، وتقريبها له . 
2 - التنبيه على الجيد والردئ في الأدب . 
3 - يساعده على حسن الاختيار للجيد من النصوص الأدبية . 
4 - تربية ملكة النقد والتذوق والحس الجمالي عند القراء . 

ثالثا : خدمة النقد للحياة الأدبية : 
1- الإسهام في رقي الحياة الأدبية ، وتوجيه دفة الحياة الأدبية . 
2- تنمية الذوق الأدبي العام ، مما يؤدي إلي ارتفاع مكانة الأدب الجيد .
3- هو حارس أمين على الحياة الأدبية ، يتولي رعاية قيم الأمة وثوابتها ومبادئها . فيقف ضد الأدب الذي فيه تجاوز لهذه القيم ، سواء الدينية أو الأخلاقية ، أو الوطنية للأمة . 
4- هو المعيار الذي تختار به شروط النصوص الأدبية المطلوبة . 
5- تقويم الأعمال الأدبية عن الدراسات أو المسابقات . 
تقديم الطالب - الدرجة السادسة من الجامعة السيفية بالهند 

Tiada ulasan:

Catat Ulasan